بسم الله الرحمن
الرحيم
مشروع
حوسبة المناهج
المقدمة:-
ميز الله – سبحانه وتعالي – الإنسان وفضله علي بقية خلقه بالعقل
والإدراك وعلمه ما لم يعلم أحداً من خلقه حيث قال تعالي " الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم
يعلم" (سورة العلق آية 4,5)
و وهب الله للإنسان الكثير من الجوارح والحواس التي تمكنه من تفعيل
الإدراك والتعلم بوسائل وأساليب مختلفة . ويتفاوت تعلم الإنسان وإدراكه حسب اختلاف
هذه الوسائط المتعددة .
والمتتبع للتغيرات العميقة التي يمر بها عالمنا في حاضره, وسيمر بها
في مستقبله سيصل إلي أن التعليم أمثل صور الاستثمار , مما حدا كثير من الدول التي
تبني الكثير من الاصلاحات التعليمية و انتهاج سبل منوعة لتطوير نظمها وممارساتها
التعليمية.
والتربية وسيلة التغيير وأن الهدف منها هو تنمية المفكريين الناضجين
الذين يتمكنون من اكتساب المعرفة واستخدامها, وهي النظام الرسمي لإعداد تلاميذ
اليوم لمجتمع الغد وأنها المسئولة عن رسم شكل صورة مستقبل هؤلاءالتلاميذ عن طريق
الاستجابة الفورية للتغييرات السريعة الحادثة في المجتمع فهناك صعوبة في التنبؤ
بكل ما يستحدث من تكنولوجيا في المستقبل أو نمط التوظيف فيه أو البطالة وطبيعة
الحياة الأسرية, والتحركات والمتغيرات الاجتماعية والتوازنات والضغوطات
المختلفة وظروف البيئة إلخ.....
وبالنظر إلي واقع تدريس العلوم في مدارسنا نجد أنه يعطي اهتماما كبيرا
لهدف المعلومات وتحصيلها كما لو كان هذا الهدف الوحيد للتربية العملية فتدريس
العلوم لا يخرج عن كونه حشواً لأذهان التلاميذ بالمعلومات النظرية عن طريق التلقين
والحفظ التي تجعله مستقبلاً لما يلقى عليه ويتخذ موقفا سالبا في المواقف التعليمية
, كما أن الوسائل التي يستخدمها المعلمون محدودة مما يقلل من كفاءة العملية
التعليمية .
إن اسلوب السرد والإلقاء الذي يتبعه المعلم أصبح غير قادر علي مجاراة
التحديات التي تواجهه في عمله , وفي أدائه من قبل وسائل الاعلام المختلفة والوسائط
التربوية الأخرى , بل ومن الطالب نفسه الذي يتوقع من مدرسه أداء أفضل .
وتشهد التربية بنمطها الرسمي وغير الرسمي هذه الايام طفرة تكنولوجية
هائلة في تطور الحاسبات , وهذا التطور الهائل في بنية الحاسبات وفي البرامج
المستخدمة فتحت الباب علي مصراعيه , لاستخدام تكنولوجيا الحاسبات في تطبيقات كثيرة
, و من بين تلك التطبيقات استخدام تكنولوجيا الحاسبات في التعليم.
أدت الثورة العلمية الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر
الحالي إلي التقدم في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية , وأصبحت
الحضارة الانسانية المعاصرة تتصف بما تنطوي عليه من تقدم وتعاظم ينفرد به هذا
العصر الذي أصبح يطلق عليه عصر التكنولوجيا المتقدمة والانفجار المعرفي وعصر ظهور
اختراعات علمية تكنولوجية من بينها الحاسوب , ونظرا للقدرات الهائلة التي يمتلكها
جهاز الحاسوب في تخزين ومعالجة ونشر للمعلومات بأسرع وأفضل الطرق لذا شاع استخدامه
في شتي مجالات الحياة .
ولقد أصبح استخدام الحاسوب سمة من سمات العصر الحاضر , نظرا
للاستحقاقات التي افرزتها انماط الحياة المدنية , ويتطلب الأمر إحداث هذه التغيرات
ومعايشتها في مجتمعاتنا التي من شأنها بناء ثقافات وسياسات شاملة ومتكاملة , تكفل
التخلص من النمط التقليدي في الحياة اليومية والعملية وترسخ المنهجية العلمية التحليلية
والتجريبية أسلوبا لحل المشكلات المختلفة . إذ أن التقدم العلمي والتكنولوجي يرتبط بالحاسوب وثقافته ارتباطا وثيقا يتطلب من
جميع مؤسساتنا الرسمية والشعبية أن تتكاثف وتواصل الجهود الحثيثة لمواجهة مثل هذا
التحدي المتعاظم بما تتطلبه المرحلة القادمة من تأهيل أبناء هذه الأمة تأهيلا
تكنولوجيا يجعلهم قادرين علي التعايش والعطاء والمنافسة .
تعد تقنيات التعليم ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية وجزاءا لا
يتجزأ من النظام التعليمي الشامل ولعل التحديات التي يواجهها العالم هذا اليوم
والتغير السريع الذي طرأ علي جميع نواحي الحياة تجعل من الضروري علي المؤسسات
التعليمية أن تأخذ بتقنيات التعليم والاتصال ومستجداتها من أجل تحقيق اهدافة وفق
المنظومة التعليمية . ويعد الحاسوب من ابرز المستجدات التي أنتجتها التقنية
الحديثة في القرن العشرين . فظهور الحاسوب فرض كثيرا من المتغيرات في جميع نواحي
الحياة المعرفية والعملية حتي أصبحت بصمة الحاسوب واضحة المعالم في جميع المياديين
لتشكل أداة قوية لحفظ المعلومات ومعالجتها ونقلها .
وقد هيأ ظهور جيل الحواسيب الشخصية مرونة عالية في الاستخدام والتوظيف
في مجالات الحياة كافة وبخاصة في التعليم والتعلم . وفي الوقت الذي لا يزال الجدل
فيه قائما بين العاملين في التربية والتعليم في كافة أقطار الوطن العربي حول
فاعلية استخدام التقنيات التربوية بأشكالها التقليدية . يقوم الجدل والنقاش في
الدول المتقدمة حول أفضل السبل لاستعماله وتوظيفه في سياق نظام تربوي تعليمي جديد
يؤدي فيه الحاسوب الدور الرئيس في جميع المواد الدراسية وعلي مستوي المراحل
التعليمية جميعها .
إن استخدام الحاسوب بوصفه عاملا مساعدا علي التعليم يهيئ الفرصة
المناسبة كي يتعلم الطالب وفق خصائصه وبيئة التعلم , وتقوم هذه الطريقة علي مبدأ
التعلم الذاتي والتكيف مع المستوي التعليمي للمتعلم , مما يمكنه من السير في
التعلم حسب سرعة استيعابه وتصحيح أخطائه دون خجل من زملائه كما تتاح له إعادة
استعراض المادة التعليمية المبرمجة مرات عديدة دون الشعور بالحرج أو الملل فضلا عن
أنها تأخذ بمبدأ التعزيز والتشجيع الذي يقابل الاستجابة الصحيحة للطالب مما يزيد
من دافعيته للتعلم . هذا بالاضافة الي الربط بين المعرفة النظرية المجردة والتطبيق
المادي المحسوس وتجسيد المفاهيم مثل : تصور الابعاد الثلاثية والمستويات في الفضاء
بما توفره من ألوان وصور متحركة ونماذج محاكاة ومؤثرات صوتية وهذه عوامل تترك اثرا
في التعلم أكبر مما تعطيه الكلمات المكتوبة .
وقد استخدم الحاسوب في تدريس وحدات من مواد العلوم والرياضيات وقد
اثبت قدرته علي تعليم الطلاب وإعطاءهم القدرة علي اكتشاف المفاهيم الخاصة بهذه
المواد كما نجح الحاسوب كأداة للتفاعل من تمكين الطلاب من تركيب وترتيب هذه
المفاهيم والمعلومات الخاصة بهذه المواد وبذلك يضفي الحاسوب حيوية وبعدا تقنيا
جديدا علي العملية التعليمية ليبعدها عن الطريقة التقليدية حيث يساعد الدارسين
والمعلمين علي حل مشكلاتهم بجميع أنواعها ويساعدهم ذلك علي تحقيق أهدافهم وكذلك
يكسب الطلاب المهارات التعليمية وينقل الخبرات إليهم مما دفع القائمين علي العملية
التعليمية إلي فتح معامل جديدة للحاسوب في المراحل التعليمية المختلفة وتطوير طرق
التدريس .
ويحمل استخدام الحاسوب في تدريس العلوم امكانيات جديدة في وضع المتعلم
في موقف إيجابي ونشط خلال عملية التعلم , فمن مميزات استخدام الحاسوب للمساعدة في
تدريس العلوم ما يلي:
- يثير دافعية التلاميذ وحماسهم للتعليم نظرا
لحداثته ولتمتعه بالصوت والصورة الملونة والتي يمكن تحريكها وبذلك تمثل الأشياء
المجردة تمثيلا محسوسا .
- السرعة العالية
التي تتم بها استجابات الحاسوب للأنشطة والتعليمات التي يقوم بها أو يعطيها للتلميذ
مما يسبب الحصول علي تعزيز فوري .
- يتيح للمعلم ان
يباعد بين فترات مراقبته للتلاميذ مما يجعل لديه الوقت المناسب للقيام بأنشطة
ارشادية أخرى في أثناء الدراسة .
- قدرة ذاكرة الحاسوب
علي تخزين معلومات كثيرة تتيح للتلميذ ان يسجل اعماله السابقة ويستدعيها في أي وقت
يريده .
مشروع
حوسبة المناهج
حوسبة المناهج والتي تعني تحويل المعلومات النصية أو الحرفية
الموجودة في الكتب إلى معلومات الكترونية على
جهاز الحاسوب .
الهدف الأساسي للمناهج المحوسبة :-
أن يكون
الكتاب بثوبه الجديد حلقة وصل وجسرا يمتد بين الطالب والحاسوب في ربط أولهما بثانيهما
ربطا معرفيا مهاريا و أن يؤازر الطالب أدائه المعرفي بأدائه المهاري ويكرس دور الحواس
في التعليم وإحالة الطالب للرجوع إلى الشبكة العالمية للمعلومات مما ينمي في نفسه روح
البحث.
إن إدخال
الحاسوب في مجال التعليم له أهمية كبيرة من حيث انه :-
-
ساعد على الارتقاء بعملية التعليم .
-
اثر على نفسية الطلاب وشدة انتباههم لهذا الأسلوب المتحضر .
-
يساعد على فهم المواد المختلفة بسبب استعمال عدة حواس في التعليم .
- يساعد
على توسيع مدارك الطالب إذا استخدم الإنترنت في التعلم بسبب الكم الهائل الذي يحصل
عليه من المعلومات .
-
يُمكن الطالب من الوصول إلى مصادر المعلومات والحصول على أحدث البحوث والمعلومات واستخدامها
في العملية التعليمية .
- يوفر
فرص اتصال للطلاب والهيئات التدريسية والإدارية وأولياء الأمور من حيث الاطلاع على
المناهج والطرق التعليمية والوسائل التعليمية وبنوك الأسئلة.
-
تطوير الكفاءة المؤسسية القادرة على إدارة النظام التربوي وتوفير الظروف التي تساعد
على توجيه الجهود والإمكانيات لتحقيق الأهداف المنشودة بفاعلية .
ايجابيات المناهج المحوسبة :-
1/سهولة الحصول على المعلومات واسترجاعها.
2/العمل على ترسيخ
المعلومة عند الطالب باستعمال أكثر من حاسة في التعلم.
3/ إعداد نواة من الجيل المعتمد
على المعلوماتية والقادر على تلبية متطلبات العصر.
4/تشويق الطالب إلى
الحصة وذلك بفعل الحركة والألوان وأوراق العمل التي تضفي على المعلومة سهولة في فهمها
وحفظها.
5/تجعل لدى الطالب
نوع من الانفتاح على تطورات الثقافة والعلم .
6/قابل لتوسيعه بشكل
ديناميكي.
7/إعطاء الطالب المجال
الأكبر في النقاش بالإضافة إلى التغلب على الانتقاص من قيمة الآخرين.
8/قد يكون بديلا في
حالة التجارب الصعبة أو المعقدة والتي يتعذر أدواؤها داخل المدرسة.
9/تلافي الحرج الذي
يقع فيه الطالب الذي يعاني من مشاكل النطق و التأتأة من خلال أوراق العمل.
10/ توفير الوقت لأن الوسيلة البصرية والحسية تعتبر
بديلا عن جميع الجمل والعبارات.